آیه 68 سوره زمر

أمیرالمؤمنین (علیه السلام)- وَ اعْلَمُوا عِبَادَ اللَّهِ أَنَّ مَا بَعْدَ الْقَبْرِ أَشَدُّ مِنَ الْقَبْرِ یَوْمَ یَشِیبُ فِیهِ الصَّغِیرُ وَ یَسْکُرُ فِیهِ الْکَبِیرُ وَ یَسْقُطُ فِیهِ الْجَنِینُ وَ تَذْهَلُ کُلُّ مُرْضِعَهًٍْ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَ احْذَرُوا یَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِیراً کَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِیراً أَمَا إِنَّ شَرَّ ذَلِکَ الْیَوْمِ وَ فَزَعَهُ اسْتَطَارَ حَتَّی فَزِعَتْ مِنْهُ الْمَلَائِکَهًُْ الَّذِینَ لَیْسَتْ لَهُمْ ذُنُوبٌ وَ السَّبْعُ الشِّدَادُ وَ الْجِبَالُ الْأَوْتَادُ وَ الْأَرَضُونَ الْمِهَادُ وَ انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِیَ یَوْمَئِذٍ وَاهِیَهًٌْ وَ تَتَغَیَّرُ فَکانَتْ وَرْدَهًًْ کَالدِّهانِ وَ تَکُونُ الْجِبَالُ سَرَاباً مَهِیلًا بَعْدَ مَا کَانَتْ صُمّاً صِلَاباً یَقُولُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَ نُفِخَ فِی الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ مَنْ فِی الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللهُ فَکَیْفَ مَنْ یَعْصِیهِ بِالسَّمْعِ وَ الْبَصَرِ وَ اللِّسَانِ وَ الْیَدِ وَ الرِّجْلِ وَ الْفَرْجِ وَ الْبَطْنِ إِنْ لَمْ یَغْفِرِ اللَّهُ وَ یَرْحَمْ.

السّجّاد (علیه السلام)- أَنَ الصُّورَ قَرْنٌ عَظِیمٌ لَهُ رَأْسٌ وَاحِدٌ وَ طَرَفَانِ وَ بَیْنَ الطَّرَفِ الْأَسْفَلِ الَّذِی یَلِی الْأَرْضَ إِلَی الطَّرَفِ الْأَعْلَی الَّذِی یَلِی السَّمَاءَ مِثْلُ مَا بَیْنَ تُخُومِ الْأَرَضِینَ السَّابِعَهًِْ إِلَی فَوْقِ السَّمَاءِ السَّابِعَهًِْ فِیهِ أَثْقَابٌ بِعَدَدِ أَرْوَاحِ الْخَلَائِقِ وَسِعَ فَمُهُ مَا بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ وَ لَهُ فِی الصُّورِ ثَلَاثُ نَفَخَاتٍ نَفْخَهًُْ الْفَزَعِ وَ نَفْخَهًُْ الْمَوْتِ … یَأْمُرُ اللَّهُ تَعَالَی إِسْرَافِیلَ أَنْ یَنْفُخَ فِی الصُّورِ نَفْخَهًَْ الصَّعْقِ فَیَخْرُجُ الصَّوْتُ مِنَ الطَّرَفِ الَّذِی یَلِی الْأَرْضَ فَلَا یَبْقَی فِی الْأَرْضِ إِنْسٌ وَ لَا جِنٌّ وَ لَا شَیْطَانٌ وَ لَا غَیْرُهُمْ مِمَّنْ لَهُ رُوحٌ إِلَّا صَعِقَ وَ مَاتَ وَ یَخْرُجُ الصَّوْتُ مِنَ الطَّرَفِ الَّذِی یَلِی السَّمَاءَ فَلَا یَبْقَی فِی السَّمَاوَاتِ ذُو رُوحٍ إِلَّا مَاتَ … فَإِذَا لَمْ یَبْقَ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ فِی السَّمَاءِ وَ الْأَرْض … یَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی لَنُحْیِی جَبْرَئِیلَ وَ مِیکَائِیلَ وَ إِسْرَافِیلَ وَ عِزْرَائِیلَ وَ حَمَلَهًَْ الْعَرْشِ فَیُحْیَوْنَ بِإِذْنِ اللَّهِ فَیَأْمُرُ اللَّهُ إِسْرَافِیلَ أَنْ یَأْخُذَ الصُّورَ بِیَدِهِ ثُمَّ یَأْمُرُ اللَّهُ أَرْوَاحَ الْخَلَائِقِ فَتَأْتِی فَتَدْخُلُ فِی الصُّورِ ثُمَّ یَأْمُرُ اللَّهُ إِسْرَافِیلَ أَنْ یَنْفُخَ فِی الصُّوَرِ لِلْحَیَاهًِْ وَ بَیْنَ النَّفْخَتَیْنِ أَرْبَعِینَ سَنَهًًْ قَالَ فَتَخْرُجُ الْأَرْوَاحُ مِنْ أَثْقَابِ الصُّورِ کَأَنَّهَا الْجَرَادُ الْمُنْتَشِرُ فَتَمْلَأُ مَا بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ فَتَدْخُلُ الْأَرْوَاحُ فِی الْأَرْضِ إِلَی الْأَجْسَادِ وَ هُمْ نِیَامٌ فِی الْقُبُورِ کَالْمَوْتَی فَتَدْخُلُ کُلُّ رُوحٍ فِی جَسَدِهَا فَتَدْخُلُ فِی خَیَاشِیمِهِمْ فَیُحْیَوْنَ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَی فَتَنْشَی الْأَرْضُ عَنْهُمْ کَمَا قَالَ یَوْمَ یَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ سِراعاً کَأَنَّهُمْ إِلی نُصُبٍ یُوفِضُونَ خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذلِکَ الْیَوْمُ الَّذِی کانُوا یُوعَدُونَ و قال تعالی ثُمَّ نُفِخَ فِیهِ أُخْری فَإِذا هُمْ قِیامٌ یَنْظُرُون.

الصّادق (علیه السلام)- عَنْ أَبِی‌عَبْدِ‌اللَّهِ (علیه السلام) قَالَ: إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ یَبْعَثَ الْخَلْقَ أَمْطَرَ السَّمَاءَ عَلَی الْأَرْضِ أَرْبَعِینَ صَبَاحاً فَاجْتَمَعَتِ الْأَوْصَالُ وَ نَبَتَتِ اللُّحُومُ وَ قَالَ: أَتَی جَبْرَئِیلُ رَسُولَ اللَّهِ (علیه السلام) فَأَخَذَ بِیَدِهِ وَ أَخْرَجَهُ إِلَی الْبَقِیعِ فَانْتَهَی بِهِ إِلَی قَبْرٍ فَصَوَّتَ بِصَاحِبِهِ فَقَالَ: قُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ فَخَرَجَ مِنْهُ رَجُلٌ أَبْیَضُ الرَّأْسِ وَ اللِّحْیَهًِْ، یَمْسَحُ التُّرَابَ عَنْ وَجْهِهِ وَ هُوَ یَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ اللَّهُ أَکْبَرُ، فَقَالَ جَبْرَئِیلُ: عُدْ بِإِذْنِ اللَّهِ ثُمَّ انْتَهَی بِهِ إِلَی قَبْرٍ آخَرَ فَقَالَ: قُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ فَخَرَجَ مِنْهُ رَجُلٌ مُسْوَدُّ الْوَجْهِ، وَ هُوَ یَقُولُ: یَا حَسْرَتَاهْ یَا ثُبُورَاهْ. ثُمَّ قَالَ لَهُ جَبْرَئِیلُ: عُدْ إِلَی مَا کُنْتَ فِیهِ بِإِذْنِ اللَّهِ، فَقَالَ: یَا مُحَمَّدُ (صلی الله علیه و آله)! هَکَذَا یُحْشَرُونَ یَوْمَ الْقِیَامَهًِْ فَالْمُؤْمِنُونَ یَقُولُونَ هَذَا الْقَوْلَ وَ هَؤُلَاءِ یَقُولُونَ مَا تَرَی.

الرّسول (صلی الله علیه و آله)- فَقَالَ النَّبِیُّ (صلی الله علیه و آله): یَکُونُ فِی آخِرِ الزَّمَانِ فِتَنٌ کَقِطَعِ اللَّیْلِ الْمُظْلِمِ فَإِذَا غَضِبَ اللَّهُ عَلَی أَهْلِ الْأَرْضِ أَمَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَی إِسْرَافِیلَ یَنْفُخُ نَفْخَهًَْ الصَّعْقِ، فَنَفَخَ عَلَی غَفْلَهًٍْ مِنَ النَّاسِ، فَمِنَ النَّاسِ مَنْ هُوَ فِی وَطَنِهِ، وَ مِنْهُمْ مَنْ هُوَ فِی سَفَرِهِ، وَ مِنْهُمْ مَنْ یَأْکُلُ فَلَا یَرْفَعُ لُقْمَهًًْ إِلَی فِیهِ حَتَّی یَخْمُدَ وَ یَصْعَقَ، وَ مِنْهُمْ مَنْ یُحَدِّثُ صَاحِبَهُ فَلَا یُتِمُّ الْکَلِمَهًَْ حَتَّی یَمُوتُ، فَتَمُوتُ الْخَلَائِقُ کُلُّهُمْ عَنْ آخِرِهِمْ، وَ إِسْرَافِیلُ لَا یَقْطَعُ صَیْحَتَهُ حَتَّی تَغُورَ عُیُونُ الْأَرْضِ وَ أَنْهَارُهَا وَ بِنَاءُهَا وَ أَشْجَارُهَا وَ جِبَالُهَا وَ بِحَارُهَا وَ یَدْخُلَ الْکُلُّ بَعْضُهُمْ فِی بَعْضٍ فِی بَطْنِ الْأَرْضِ وَ النَّاسُ خَمُودٌ وَ صَرْعَی فَمِنْهُمْ مَنْ هُوَ صَرِیعٌ عَلَی ظَهْرِهِ، وَ مِنْهُمْ مَنْ هُوَ صَرِیعٌ عَلَی جَنْبِهِ، وَ مِنْهُمْ مَنْ هُوَ صَرِیعٌ عَلَی خَدِّهِ، وَ مِنْهُمْ مَنْ تَکُونُ اللُّقْمَهًُْ فِی فِیهِ فَیَمُوتُ فَمَا أَدْرَکَ بِهِ أَنْ یَبْتَلِعَهَا  وَ تَنْقَطِعَ السَّلَاسِلُ الَّتِی فِیهَا قَنَادِیلُ النُّجُومِ فَتَسْتَوِی بِالْأَرْضِ مِنْ شِدَّهًِْ الزَّلْزَلَهًِْ وَ تَمُوتَ مَلَائِکَهًَْ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَ الْحُجُبِ وَ السُّرَادِقَاتِ وَ الصَّافُّونَ وَ الْمُسَبِّحُونَ وَ حَمَلَهًُْ الْعَرْشِ وَ الْکُرْسِیِّ وَ أَهْلُ سُرَادِقَاتِ الْمَجْدِ وَ الْکَرُوبِیُّونَ وَ بَقِیَ جَبْرَائِیلُ وَ مِیکَائِیلُ وَ إِسْرَافِیلُ وَ مَلَکُ الْمَوْتِ، فَیَقُولُ الْجَبَّارُ جَلَّ جَلَالُهُ: یَا مَلَکَ الْمَوْتِ، وَ مَنْ بَقِیَ وَ هُوَ أَعْلَمُ؟ فَیَقُولُ مَلَکُ الْمَوْتِ: سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ، بَقِیَ إِسْرَافِیلُ وَ بَقِیَ جَبْرَائِیلُ وَ بَقِیَ مِیکَائِیلُ وَ بَقِیَ عَبْدُکَ الضَّعِیفُ مَلَکُ الْمَوْتِ وَ هُوَ خَاضِعٌ خَاشِعٌ ذَلِیلٌ قَدْ ذَهَبَتْ نَفْسُهُ لِعِظَمِ مَا عَایَنَ مِنَ الْأَهْوَالِ فَیَقُولُ الْجَبَّارُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی: انْطَلِقْ إِلَی جَبْرَائِیلَ فَاقْبِضْ رُوحَهُ. فَیَنْطَلِقُ مَلَکُ الْمَوْتِ إِلَی جَبْرَائِیلَ فَیَجِدُهُ سَاجِداً وَ رَاکِعاً، فَیَقُولُ لَهُ: مَا أَغْفَلَکَ عَمَّا یُرَادُ بِکَ یَا مِسْکِینُ؛ قَدْ مَاتَ بَنُو آدَمَ وَ أَهْلُ الدُّنْیَا وَ الْأَرْضِ وَ الطُّیُورُ وَ السِّبَاعُ وَ الْهَوَامُّ وَ سُکَّانُ السَّماواتِ وَ حَمَلَهًُْ الْعَرْشِ وَ الْکُرْسِیِّ وَ السُّرَادِقَاتِ وَ سُکَّانُ سِدْرَهًِْ الْمُنْتَهَی وَ قَدْ أَمَرَنِیَ الْمَوْلَی بِقَبْضِ رُوحِکَ؟ فَعِنْدَ ذَلِکَ یَبْکِی جَبْرَائِیلُ وَ یَقُولُ مُتَضَرِّعاً إِلَی اللَّهِ تَعَالَی: یَا اللَّهُ، هَوِّنْ عَلَیَّ سَکَرَاتِ الْمَوْتِ. فَیَضُمُّهُ مَلَکُ الْمَوْتِ ضَمَّهًًْ یَقْبِضُ فِیهَا رُوحَهُ، فَیَخِرُّ جَبْرَائِیلُ مِنْهَا مَیِّتاً صَرِیعاً. فَیَقُولُ الْجَبَّارُ جَلَّ جَلَالُهُ: مَنْ بَقِیَ یَا مَلَکَ الْمَوْتِ وَ هُوَ أَعْلَمُ ؟ فَیَقُولُ: یَا سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ، أَنْتَ أَعْلَمُ بِمَنْ بَقِیَ؛ بَقِیَ مِیکَائِیلُ وَ إِسْرَافِیلُ وَ عَبْدُکَ الضَّعِیفُ مَلَکُ الْمَوْتِ. فَیَقُولُ الْجَبَّارُ جَلَّ جَلَالُهُ: انْطَلِقْ إِلَی مِیکَائِیلَ فَاقْبِضْ رُوحَهُ. فَیَنْطَلِقُ مَلَکُ الْمَوْتِ إِلَی مِیکَائِیلَ کَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ تَعَالَی، فَیَجِدُهُ یَنْظُرُ إِلَی الْمَاءِ یَکِیلُهُ عَلَی السَّحَابِ. فَیَقُولَ لَهُ: مَا أَغْفَلَکَ یَا مِسْکِینُ عَمَّا یُرَادُ بِکَ؛ مَا بَقِیَ لِبَنِی آدَمَ رِزْقٌ وَ لَا لِلْأَنْعَامِ وَ لَا لِلْوُحُوشِ وَ لَا لِلْهَوَامِّ، قَدْ مَاتَ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَ أَهْلُ الْأَرْضِ وَ أَهْلُ الْحُجُبِ وَ السُّرَادِقَاتِ وَ حَمَلَهًُْ الْعَرْشِ وَ الْکُرْسِیِّ وَ سُرَادِقَاتِ الْمَجْدِ وَ الْکَرُوبِیُّونَ وَ الصَّافُّونَ وَ الْمُسَبِّحُونَ وَ قَدْ أَمَرَنِی رَبِّی بِقَبْضِ رُوحِکَ؟ فَعِنْدَ ذَلِکَ یَبْکِی مِیکَائِیلُ وَ یَتَضَرَّعُ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی وَ یَسْأَلُهُ أَنْ یُهَوِّنَ عَلَیْهِ سَکَرَاتِ الْمَوْتِ فَیَحْتَضِنُهُ مَلَکُ الْمَوْتِ وَ یَضُمُّهُ ضَمَّهًًْ یَقْبِضُ فِیهَا رُوحَهُ، فَیَخِرُّ صَرِیعاً مَیِّتاً لَا رُوحَ فِیهِ. فَیَقُولُ الْجَبَّارُ عَزَّوَجَلَّ: مَنْ بَقِیَ یَا مَلَکَ الْمَوْتِ وَ هُوَ أَعْلَمُ ؟ فَیَقُولُ: مَوْلَایَ وَ سَیِّدِی، أَنْتَ أَعْلَمُ بِمَنْ بَقِیَ؛ بَقِیَ إِسْرَافِیلُ وَ عَبْدُکَ الضَّعِیفُ مَلَکُ الْمَوْتِ. فَیَقُولُ الْجَبَّارُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی: انْطَلِقْ إِلَی إِسْرَافِیلَ فَاقْبِضْ رُوحَهُ. فَیَنْطَلِقُ مَلَکُ الْمَوْتِ إِلَی إِسْرَافِیلَ کَمَا أَمَرَهُ الْجَبَّارُ، فَیَقُولَ لَهُ: مَا أَغْفَلَکَ یَا مِسْکِینُ عَمَّا یُرَادُ بِکَ؛ قَدْ مَاتَ الْخَلَائِقُ کُلُّهُمْ وَ قَدْ أَمَرَنِی رَبِّی وَ مَوْلَایَ أَنْ أَقْبِضَ رُوحَکَ؟ فَیَقُولُ إِسْرَافِیلُ: سُبْحَانَ مَنْ قَهَرَ الْعِبَادَ بِالْمَوْتِ، سُبْحَانَ مَنْ تَفَرَّدَ بِالْبَقَاءِ، ثُمَّ یَقُولُ: مَوْلَایَ، هَوِّنْ عَلَیَّ سَکَرَاتِ الْمَوْتِ؛ مَوْلَایَ، هَوِّنْ عَلَیَّ سَکَرَاتِ الْمَوْتِ؛ مَوْلَایَ، هَوِّنْ عَلَیَّ مَرَارَهًَْ الْمَوْتِ. فَیَضُمُّهُ مَلَکُ الْمَوْتِ ضَمَّهًًْ یَقْبِضُ فِیهَا رُوحَهُ، فَیَخِرُّ مَیِّتاً صَرِیعاً. فَیَقُولُ الْجَبَّارُ جَلَّ جَلَالُهُ: مَنْ بَقِیَ یَا مَلَکَ الْمَوْتِ وَ هُوَ أَعْلَمُ؟ فَیَقُولُ: أَنْتَ أَعْلَمُ یَا سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ بِمَنْ بَقِیَ؛ بَقِیَ عَبْدُکَ الضَّعِیفُ مَلَکُ الْمَوْتِ. فَیَقُولُ الْجَبَّارُ: وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی، لَأُذِیقَنَّکَ مِثْلَ مَا أَذَقْتَ عِبَادِی؛ انْطَلِقْ بَیْنَ الْجَنَّهًِْ وَ النَّارِ وَ مُتْ. وَ یَنْطَلِقُ بَیْنَ الْجَنَّهًِْ وَ النَّارِ فَیَصِیحُ صَیْحَهًًْ، فَلَوْ لَا أَنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی أَمَاتَ الْخَلَائِقَ لَمَاتُوا عَنْ آخِرِهِمْ مِنْ شِدَّهًِْ صَیْحَهًِْ مَلَکِ الْمَوْتِ فَیَمُوتُ. فَتَبْقَی السَّمَاوَاتُ خَالِیَهًًْ مِنْ أَمْلَاکِهَا سَاکِنَهًًْ أَفْلَاکُهَا وَ تَبْقَی الْأَرْضُ خَالِیَهًًْ مِنْ إِنْسِهَا وَ جِنِّهَا وَ طَیْرِهَا وَ هَوَامِّهَا وَ سِبَاعِهَا وَ أَنْعَامِهَا وَ یَبْقَی الْمُلْکُ لِلهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ الَّذِی خَلَقَ اللَّیْلَ وَ النَّهارَ، فَلَا یُرَی أَنِیسٌ وَ لَا یُحَسُّ حَسِیسٌ قَدْ سَکَنَتِ الْحَرَکَاتُ وَ خَمَدَتِ الْأَصْوَاتُ وَ خَلَتْ مِنْ سُکَّانِهَا الْأَرْضُ وَ السَّمَاوَاتُ. ثُمَّ یَقُولُ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی لِلدُّنْیَا: یَا دُنْیَا، أَیْنَ أَنْهَارُکِ وَ أَیْنَ أَشْجَارُکِ وَ أَیْنَ سُکَّانُکِ وَ أَیْنَ عُمَّارُکِ وَ أَیْنَ الْمُلُوکُ وَ أَیْنَ أَبْنَاءُ الْمُلُوکِ أَیْنَ الْجَبَابِرَهًُْ وَ أَبْنَاءُ الْجَبَابِرَهًُْ، أَیْنَ الَّذِینَ أَکَلُوا رِزْقِی وَ تَقَلَّبُوا فِی نِعْمَتِی وَ عَبَدُوا غَیْرِی، لِمَنِ الْمُلْکُ الْیَوْمَ؟ فَلَا یُجِیبُهُ أَحَدٌ. فَیَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی: لِلهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ. فَتَبْقَی الْأَرَضُونَ وَ السَّمَاوَاتُ لَیْسَ فِیهِنَّ مَنْ یَنْطِقُ وَ لَا مَنْ یَتَنَفَّسُ مَا شَاءَ اللَّهُ مِنْ ذَلِکَ. وَ قَدْ قِیلَ: تَبْقَی أَرْبَعِینَ یَوْماً وَ هُوَ مِقْدَارُ مَا بَیْنَ النَّفْخَتَیْنِ. ثُمَّ بَعْدَ ذَلِکَ یُنْزِلُ اللَّهُ تَعَالَی مِنَ السَّمَاءِ السَّابِعَهًِْ بَحْراً یُقَالُ لَهُ: بَحْرُ الْحَیَوَانِ، مَاؤُهُ یُشْبِهُ مَنِیَّ الرِّجَالِ یُنْزِلُهُ رَبُّنَا أَرْبَعِینَ عَاماً فَیَشُقُّ ذَلِکَ الْمَاءُ الْأَرْضَ شَقّاً فَیَدْخُلُ تَحْتَ الْأَرْضِ إِلَی الْعِظَامِ الْبَالِیَهًِْ فَتَنْبُتُ بِذَلِکَ الْمَاءِ کَمَا یَنْبُتُ الزَّرْعُ بِالْمَطَرِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ هُوَ الَّذِی یُرْسِلُ الرِّیاحَ بُشْراً بَیْنَ یَدَیْ رَحْمَتِهِ إِلَی قَوْلِهِ تَعَالَی کَذلِکَ نُخْرِجُ الْمَوْتَی الْآیَهًَْ أَیْ کَمَا أَخْرَجَ النَّبَاتَ بِالْمَطَرِ کَذَلِکَ یُخْرِجُ بِمَاءِ الْحَیَوَانِ وَ تَجْتَمِعُ الْعِظَامُ وَ الْعُرُوقُ وَ اللُّحُومُ وَ الشُّعُورُ، فَیَرْجِعُ کُلُّ عُضْوٍ إِلَی مَکَانِهِ الَّذِی کَانَ فِیهِ فِی الدُّنْیَا، فَتَرْجِعُ کُلُّ شَعْرَهًٍْ إِلَی هَیْئَتِهَا الَّتِی کَانَتْ فِی دَارِ الدُّنْیَا فَتَلْتَئِمُ الْأَجْسَادُ بِقُدْرَهًِْ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ وَ تَبْقَی بِلَا أَرْوَاحٍ ثُمَّ یَقُولُ الْجَبَّارُ جَلَّ جَلَالُهُ: لْیَبْعَثْ إِسْرَافِیلُ. فَیَقُومُ إِسْرَافِیلُ حَیّاً بِقُدْرَهًِْ اللَّهِ تَعَالَی فَیَقُولُ الْجَبَّارُ لِإِسْرَافِیلَ: الْتَقِمِ الصُّورَ. وَ الصُّورُ قَرْنٌ مِنْ نُورٍ فِیهِ أَنْقَابٌ عَلَی عَدَدِ أَرْوَاحِ الْعِبَادِ، فَتَجْتَمِعُ الْأَرْوَاحُ کُلُّهَا فَتُجْعَلُ فِی الصُّورِ وَ یَأْمُرُ الْجَبَّارُ إِسْرَافِیلَ أَنْ یَقُومَ عَلَی صَخْرَهًِْ بَیْتِ الْمَقْدِسِ وَ یُنَادِیَ فِی الصُّورِ وَ هُوَ فِی فَمِهِ قَدِ الْتَقَمَهُ، وَ الصَّخْرَهًُْ أَقْرَبُ مَا فِی الْأَرْضِ  إِلَی السَّمَاءِ وَ هُوَ قَوْلُهُ وَ اسْتَمِعْ یَوْمَ یُنَادِی الْمُنادِ مِنْ مَکانٍ قَرِیبٍ وَ یَقُولُ إِسْرَافِیلُ فِی أَوَّلِ نِدَائِهِ: أَیَّتُهَا الْعِظَامُ الْبَالِیَهًُْ وَ اللُّحُومُ الْمُنْقَطِعَهًُْ وَ الشُّعُورُ الْمُتَبَدِّدَهًُْ وَ الشُّعُورُ الْمُلْتَزِقَهًُْ لِیَقُمْنَ إِلَی الْعَرْضِ عَلَی الْمَلِکِ الدَّیَّانِ لِیُجَازِیَکُمْ بِأَعْمَالِکُمْ. فَإِذَا نَادَی إِسْرَافِیلُ فِی الصُّورِ خَرَجَتِ الْأَرْوَاحُ مِنْ أَنْقَابِ الصُّورِ فَتُنْشَرُ بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ کَأَنَّهَا النَّحْلُ یَخْرُجُ مِنْ کُلِّ ثَقْبٍ وَ لَا یَخْرُجُ مِنْ ذَلِکَ الثَّقْبِ غَیْرُهُ فَأَرْوُاحُ الْمُؤْمِنِینَ تَخْرُجُ مِنْ أَثْقَابِهَا نَائِرَهًًْ بِنُورِ الْإِیمَانِ وَ بِنُورِ أَعْمَالِهَا الصَّالِحَهًِْ وَ أَرْوَاحُ الْکُفَّارِ تَخْرُجُ مُظْلِمَهًًْ بِظُلْمَهًِْ الْکُفْرِ. وَ إِسْرَافِیلُ یُدِیمُ الصَّوْتَ وَ الْأَرْوَاحُ قَدْ انْتَشَرَتْ مَا بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ ثُمَّ تَدْخُلُ الْأَرْوَاحُ إِلَی الْأَجْسَادِ وَ تَدْخُلُ کُلُّ رُوحٍ إِلَی جَسَدِهَا الَّذِی فَارَقَتْهُ فِی دَارِ الدُّنْیَا فَتَدِبُّ الْأَرْوَاحُ فِی الْأَجْسَادِ کَمَا یَدِبُّ السَّمُّ فِی الْمَلْسُوعِ حَتَّی تَرْجِعَ إِلَی أَجْسَادِهَا کَمَا کَانَتْ فِی دَارِ الدُّنْیَا، ثُمَّ تَنْشَقُّ الْأَرْضُ مِنْ قِبَلِ رُؤُوسِهِمْ فَإِذَا هُمْ قِیامٌ یَنْظُرُونَ إِلَی أَهْوَالِ الْقِیَامَهًِْ وَ طَوَامِّهَا وَ إِسْرَافِیلُ یُنَادِی بِهَذَا النِّدَاءِ لَا یَقْطَعُ الصَّوْتَ وَ یَمُدُّهُ مَدّاً، وَ الْخَلَائِقُ یَتَّبِعُونَ صَوْتَهُ وَ النِّیرَانُ تَسُوقُ الْخَلَائِقَ إِلَی أَرْضِ الْمَحْشَرِ. فَإِذَا خَرَجُوا مِنْ قُبُورِهِمْ خَرَجَ مَعَ کُلِّ إِنْسَانٍ عَمَلُهُ الَّذِی کَانَ فِی دَارِ الدُّنْیَا لِأَنَّ عَمَلَ کُلِّ إِنْسَانٍ یَصْحَبُهُ فِی قَبْرِهِ، فَإِذَا کَانَ الْعَبْدُ مُطِیعاً لِرَبِّهِ وَ عَمِلَ عَمَلًا صالِحاً کَانَ أَنِیسَهُ فِی الدُّنْیَا، وَ کَانَ أَنِیسَهُ إِذَا خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ یَوْمَ حَشْرِهِ، یُؤْنِسُهُ مِنَ الْأَهْوَالِ وَ مِنْ هُمُومِ الْقِیَامَهًِْ فَإِذَا خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ یَقُولُ لَهُ عَمَلُهُ: یَا حَبِیبِی، مَا عَلَیْکَ مِنْ هَذَا شَیْئٌ، لَیْسَ یُرَادُ بِهِ مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ فَإِنَّمَا {لَا} یُرَادُ بِهِ إِلَّا مَنْ عَصَی اللَّهَ وَ خَالَفَ مَوْلَاهُ، ثُمَّ کَذَّبَ آیَاتِهِ وَ اتَّبَعَ هَواهُ، وَ أَنْتَ کُنْتَ عَبْداً مُطِیعاً لِمَوْلَاکَ مُتَّبِعاً لِنَبِیِّکَ تَارِکاً لِهَوَاکَ فَمَا عَلَیْکَ الْیَوْمَ مِنْ هَمٍّ وَ خَوْفٍ حَتَّی تَدْخُلَ الْجَنَّهًَْ. وَ إِذَا کَانَ الْعَبْدُ خَاطِئاً وَ عَاصِیاً لِذِی الْجَلَالِ وَ مَاتَ عَلَی غَیْرِ تَوْبَهًٍْ وَ انْتِقَالٍ فَإِذَا خَرَجَ الْمَغْرُورُ الْمِسْکِینُ مِنْ قَبْرِهِ وَ مَعَهُ عَمَلُهُ السُوءُ الَّذِی عَمِلَهُ فِی دَارِ الدُّنْیَا وَ کَانَ قَدْ صَحِبَهُ فِی قَبْرِهِ فَإِذَا نَظَرَ إِلَیْهِ الْعَبْدُ الْمُغْتَرُّ یَرَاهُ أَسْوَدَ فَظِیعاً فَلَا یَمُرُّ عَلَی هَوْلٍ وَ لَا نَارٍ وَ لَا بِشَیْءٍ مِنْ هُمُومِ یَوْمِ الْقِیَامَهًِْ إِلَّا قَالَ لَهُ عَمَلُهُ السُّوءُ: یَا عَدُوَّ اللَّهِ، هَذَا کُلُّهُ لَکَ وَ أَنْتَ الْمُرَادُ بِهِ.

الرّسول (صلی الله علیه و آله)- عَنْ أَنَسِ‌بْنِ‌مَالِکٍ قَال: تَلَا رَسُولُ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله) هَذِهِ الْآیَهًَْ وَ نُفِخَ فِی الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ مَنْ فِی الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللهُ قَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله) مَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِینَ اسْتَثْنَی اللَّهُ قَالَ (صلی الله علیه و آله) جَبْرَئِیلُ وَ مِیکَائِیلُ وَ إِسْرَافِیلُ وَ مَلَکُ الْمَوْتِ (علیهم السلام) فَإِذَا قَبَضَ اللَّهُ أَرْوَاحَ الْخَلَائِقِ قَالَ یَا مَلَکَ الْمَوْتِ مَنْ بَقِیَ قَالَ یَقُولُ سُبْحَانَکَ رَبِّی تَبَارَکْتَ رَبِّی وَ تَعَالَیْتَ رَبِّی ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِکْرَامِ بَقِیَ جَبْرَائِیلُ وَ مِیکَائِیلُ وَ إِسْرَافِیلُ وَ مَلَکُ الْمَوْتِ (علیهم السلام) قَالَ فَیَقُولُ خُذْ نَفْسَ إِسْرَافِیلَ فَیَأْخُذُ نَفْسَ إِسْرَافِیلَ قَالَ فَیَقُولُ یَا مَلَکَ الْمَوْتِ مَنْ بَقِیَ قَالَ فَیَقُولُ سُبْحَانَکَ رَبِّی تَبَارَکْتَ وَ تَعَالَیْتَ رَبِّی ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِکْرَامِ بَقِیَ جَبْرَائِیلُ وَ مِیکَائِیلُ وَ مَلَکُ الْمَوْتِ قَالَ فَیَقُولُ خُذْ نَفْسَ مِیکَائِیلَ قَالَ فَیَأْخُذُ نَفْسَ مِیکَائِیلَ فَیَقَعُ کَالطَّوْدِ الْعَظِیمِ فَیَقُولُ یَا مَلَکَ الْمَوْتِ مَنْ بَقِیَ فَیَقُولُ تَبَارَکْتَ رَبِّی وَ تَعَالَیْتَ بَقِیَ جَبْرَئِیلُ وَ مَلَکُ الْمَوْتِ قَالَ فَیَقُولُ مُتْ یَا مَلَکَ الْمَوْتِ فَیَمُوتُ قَالَ فَیَقُولُ یَا جَبْرَئِیلُ مَنْ بَقِیَ فَیَقُولُ تَبَارَکْتَ رَبِّی وَ تَعَالَیْتَ ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِکْرَامِ وَجْهُکَ الْبَاقِی الدَّائِمُ وَ جَبْرَئِیلُ الْمَیِّتُ الْفَانِی قَالَ یَا جَبْرَئِیلُ لَا بُدَّ مِنَ الْمَوْتِ فَیَخِرُّ سَاجِداً فَیَخْفِقُ بِجَنَاحَیْهِ فَیَقُولُ سُبْحَانَکَ رَبِّی تَبَارَکْتَ وَ تَعَالَیْتَ ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِکْرَامِ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلی الله علیه و آله) فَعِنْدَ ذَلِکَ یَمُوتُ جَبْرَئِیلُ وَ هُوَ آخِرُ مَنْ یَمُوتُ مِنْ خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ.

الصّادق (علیه السلام)- عَنْ هِشَامِ‌بْنِ‌الْحَکَمِ فِی خَبَرِ الزِّنْدِیقِ الَّذِی سَأَلَ الصَّادِقَ (علیه السلام) عَنْ مَسَائِلَ إِلَی أَنْ قَالَ: أَ یَتَلَاشَی الرُّوحُ بَعْدَ خُرُوجِهِ عَنْ قَالَبِهِ أَمْ هُوَ بَاقٍ؟ قَالَ: بَلْ هُوَ بَاقٍ إِلَی وَقْتٍ یُنْفَخُ فِی الصُّورِ فَعِنْدَ ذَلِکَ تَبْطُلُ الْأَشْیَاءُ وَ تَفْنَی فَلَا حِسَّ وَ لَا مَحْسُوسَ ثُمَّ أُعِیدَتِ الْأَشْیَاءُ کَمَا بَدَأَهَا مُدَبِّرُهَا وَ ذَلِکَ أَرْبَعُمِائَهًِْ سَنَهًٍْ تَسْبُتُ فِیهَا الْخَلْقُ وَ ذَلِکَ بَیْنَ النَّفْخَتَیْن.